تلاعبت المصمّمة بوهمٍ أشعرنا بأنّ ثمّة ما تمّت إزالته من التّصاميم، إذ أكثر القطع قوّةً التي تميّزت بها المجموعة كانت السّترات الأحاديّة الجهة المستديرة الكتف والفستان الطّويل المشطوب الذي يغطّي رجل واحدة. أشكال مفصّلة وحادّة سمحت للعارضات بالتّنقّل بثقة وقوّة. ولا ننسى بالطّبع أن نذكر تفصيلًا ملحوظًا في هذه المجموعة ألا وهو البكلة الذّهبيّة التي جعلت المظاهر تبدو أكثر حدّةً ممّا هي عليه.
أيضًا وأيضًا، كان الطّابع العصري للكوتور جليًّا في هذه المجموعة. فحوّلت فيرساتشي القميص البسيط من طابعه اليومي إلى موقعه في أناقة وسحر الملابس اللّيليّة. ومن خلال إضافة حبّات الكريستال وتحويله إلى فساتين سهرات شبيهة بشكل السّاعات الرّمليّة، تحوّل عنصرًا بسيطًا جدًّا إلى قطعة تليق بالهوت كوتور.
أمّا ما لفت نظرنا حقًّا في هذا العرض فهو الفستان الزّهريّ الضّخم الحريري النّاعم الذي يليق بالحفلات الرّاقصة المغلّف بالسّيليكون الأسود والمزوّد بكورسيه ذي بكل ذهبيّة. متّصل بباديسوت سوداء ضيّقة وبرّاقة، يملك هذا الفستان كلّ ما تحتاجينه للتّأثير على من يراك.
وقد ألقت هذه القطعة الضّوء على طريقة دوناتيلا في جعل الكوتور أكثر تناسبًا مع جيل الشّابات. ومن خلال تجسيدها لعناصر رائجة كالباديسوت في فستان ينتمي إلى عالم الهوت كوتور، تحاكي أفكار دوناتيلا الجيل الصّاعد الذي يريد أن تكون الهوت كوتور انعكاسًا عن الحاضر لا مجموعة من القطع التّاريخيّة التي تشعرنا بالحنين إلى الماضي. وبالنّسبة لفيرساتشي، الكوتور هي الحاضر وهذه المجموعة تؤكّد قدرتها على أن تعكس ذلك.