إذا كنتم من محبّي القمصان المزرّرة، فأنتم على الأرجح لاحظتم وجود أزرار القمصان الرّجاليّة على الجانب الأيمن، والعكس صحيح في ما يختصّ بالقمصان النّسائيّة. في حين قد تعتبرون الموضوع غريباً قليلاً ولكنّه ليس بالأمر المهمّ فعلاً. ولكنّنا نتسائل دائماً لمَ التّمييز الجنسيّ في مسألة القمصان هذه.
يبدو أنّ أسباب هذا الواقع تعود، وعلى غرار كلّ شيء في عالم الموضة، إلى الأزياء العسكريّة في الماضي. فكانتْ الأسلحة تُخبّأ في العادة داخل القمصان الرّجاليّة وبما أنّ الرّجال يحملون أسلحتهم في يدهم اليمنى، فكانت وضعيّة الأزرار هذه تسهّل عليهم هذه المهمّة. فعلاً، ما تقوله الشّائعات صحيح، سهولة سحب الأسلحة من اليسار إلى اليمين هي السّبب وراء وجود أزرار القمصان الرّجاليّة على الجانب الأيمن وبقي الأمر كما هو عليه حتّى يومنا هذا.
أمّا النّساء فكنّ بارعات جدّاً في ركوب الخيل. وكان وجود الأزرار على الجانب الأيسر من القمصان يساعد على تجنّب النّسيم غير المتوقّع في خلال ممارستهنّ لهذه الرّياضة. وتفيدُ نظريّة أخرى أنّ السّبب يعود إلى عادة النّبيلات والعضوّات في مجلس العموم في الماضي. فكانتْ للنّساء الثّريّات مجموعة من الخادمات اللّواتي كنّ يساعدنهنّ على إرتداء الملابس وخلعها فكان وجود الأزرار على الجانب الأيسر يسهّل عليهنّ هذه المهمّة بما أنّ أغلب الخادمات كنّ عسراويّات.
هناك عدد كبير من النّظريّات التي تفسّر غرابة قواعد عالم الموضة في بعض الأحيان، من نحن لنحكم عليها على أيّة حال، ألا توافقوننا الرّأي؟
سندي مناسا
