جمال

مقابلة مع كريستوفر تشونغ، المدير الفنّيّ لعلامة أمواج

بالنّسبة لكريستوفر تشونغ، إنّ عمليّة إبداع عطر هي بمثابة "إحتواء الفنّ والمشاعر في قارورة". وتستمرّ رحلة هذا الأخير في عالم العطور، إذ يحتفل بالذّكرى العاشرة على بداية عمله في علامة أمواج، وكان لموقع أزياء مود في هذه المناسبة شرف كبير في لقائه في سلطنة عمان في خلال حفل إطلاق أحدث عطر أبدعته العلامة تحت إسم Figment.

وبما أنّ وراء كلّ عطر من علامة أمواج أبدعه تشونغ قصّة معيّنة، لا يشكّل أحدث إبداع له أيّ إستثناء على الإطلاق. وإكتشفنا عقب مقابلتنا مع هذا المدير الفنّيّ الإستثنائيّ الفكرة التي تكمن وراء عطر Figment والعمليّة الإبداعيّة التي كان ثمرها والميزات التي تتّسم بها عطور أمواج بشكل عامّ!

بصفتك المدير الفنّيّ لعلامة أمواج، كيف تميّز العطور التي تبدعها عن عطور العلامات الأخرى؟

إنّ لعلامة أمواج هويّة خاصّة. وتتميّز هذه الأخيرة عن العلامات الأخرى على مستوى الإدارة الفنّيّة.. فيتّسم مديرها الفنّيّ بأسلوب خاصّ وهويّة خاصّة. أمّا هويّة العلامة فهي عبارة عن الطّابع الغنيّ والرّاقي للعطور، في حين أتميّز أنا شخصيّاً بالغموض والأمور غير المتوقّعة، كما أنّني أعشق رواية القصص. عندما تمتزج الهويّتان، ينتج عن ذلك علامة قويّة جدّاً.

هل تلعب ثقافتكَ دوراً في إبداعكَ للعطور؟

عند شمّ عطور أمواج، ستتذكّرون باريس، الثّقافة الغربيّة والعطور التي تمّ إبداعها بين العشرينيّات والثّلاثينيّات. فأسلوبنا في تركيب العطور مستوحىً من تلك الحقبة العظيمة ومن جيل مركّبي العطور.

هل من مكوّن تتميّز باستخدامه دائماً في عطورك؟

يعتمد الأمر على تركيب المكوّنات والعطر الذي أريد أن أبدعه. في الماضي، كنت أستخدم زيت اللّبان دائماً وتتواجد النّوعية الأفضل منه في سلطنة عمان. إستعنتُ بذاك النّوع من الطّابع الدّخانيّ والغنى كمصدر وحي لي. أمّا الآن فأستخدم دائماً مادّة صمغيّة للتّوصّل إلى هذا النّوع من الغنى. وتأتي الرّائحة الأساسيّة غنيّة وجذّابة وراقية.

ما هو عطر Figment وما الذي ألهمكَ فأبدعته؟

يشكّل عطر Figment الفصل الثّالث من الدّورة الثّانية التي تحمل موضوع "صور من الحياة". بكلّ بساطة، عطر Figment نابع من خيالي. سافرتُ كثيراً ورأيتُ عدداً كبيراً من الأماكن. ولطالما حلمتُ بزيارة مملكة بوتان المعروفة بأرض السّعادة. فلم يسبق لي أن رأيتها بأمّ عيني وربّما لا أريد ذلك، إذ أخاف من إحتمال تدمير هذا الواقع لجمال ما تخيّلته. إلى جانب السّفر، أنا شغوف بالأوبرا. فأتخيّل مشهداً يجتمع فيه عالمان ويبدأ هذا الأمر في مكانٍ ما في الشّرق الأوسط، على منبر الأوبرا المستعدّ لنقلي إلى بوتان، مملكة بوتان التي في خيالي. وهناك، يستولي الجمال على الأجواء، حيث تطير التّطريزات القديمة في السّماء وتغطّي على بعضها البعض فتشكّل لوحة مجسّدة لحديقة مطرّزة جميلة. وهكذا يظهر عطر Figment.

أخبرنا المزيد عن مكوّنات هذيْن العطريْن.

إستوحيَ العطر الرّجاليّ من التّمثيل الثّلاثيّ الأبعاد لمملكة بوتان، من الصّورة التي تخيّلتها في ذهني وخيالي. أستخدمُ خشب الصّندل كمكوّن أساسيّ، إذ إنّه بالنّسبة لي المكوّن الأكثر وضوحاً وإتّساماً بالطّابع الرّوحانيّ ويعتبر مكوّن شفّاف وتشكّل الهند مصدر أفضل نوعيّة منه، وبما أنّه معرّض لنفاذ كمّيّاته، نستخدم النّوعيّة الأفضل الثّانية المستخرجة من سريلانكا. ويتّسم هذا الأخير بريحة الكريم ونعومته. أردتُ أن أجسّد تخيّلي لمملكة بوتان، لذلك تتكوّن رائحة العطر الإفتتاحيّة من اللّيمون والفلفل. إنّه عطر خالٍ من الشّوائب وشبه شفّاف مثل الضّباب، ثمّ ينقلكم هذا الأخير لشمّ غِنى الأرض من خلال رائحة خشب الصّندل والحجارة التي تُستخدم لبناء المنازل لتنتقلوا بعدها إلى رائحة الباتشولي المتّسمة بالجفاف. أمّا في النّسخة النّسائيّة من عطر Figment فأردتُ أن أمثّل جمال وغموض السّعادة. بالنّسبة لي، يعتبر عطر زهرة مسك الرّوم مكوّناً غامضاً جدّاً، إذ إنّها تتفتّح في المساء، لذلك قرّرتُ إستخدامه كمكوّن أساسيّ. الرّائحة الأساسيّة خفيفة وإستخدمتُ الفلفل الذي يتناغم بمثاليّة مع قلب العطر المكوّن من رائحة الزّهرة البيضاء، إلى جانب كون عطر مسك الرّوم المكوِّن الأساسيّ. إستخدمتُ الفلّ من الهند وإستعنتُ بما يسمّى زيت Lisylang المستخرج من زهرة يلانغ يلانغ. لم أرد أن يتّسم هذا العطر بطابع التّوابل، فإستخدمتُ زهرة تُسمّى أكاسيا. ثمّ يصبح العطر أكثر جفافاً مع رائحة الباتشولي الغنيّة الأساسيّة. بشكل عامّ، يتّسم هذا الإبداع بغناه ورقيه وعظمته وطابعه الحلو.

من هما الرّجل والمرأة اللّذان سيعتمدان عطر Figment؟

الرّجل الذي سيعتمد هذا العطر يحبّ السّفر ويرحّب بكلّ الثّقافات. أمّا المرأة فهي راقية. إنّها كثيرة السّفر وذات سيرة مهنيّة عظيمة ولدى عودتها إلى المنزل، تتحوّل هذه الأخيرة إلى أمّ رائعة.  

ما هي الخطط المستقبليّة لأمواج؟

إنّنا في صدد إطلاق إبداع جديد في سبتمبر. وفي السّنة المقبلة، سأكشف عن قصّة طفولتي التي تشكّل مصدر وحي أساسيّ في حياتي.

 

ميرلّا حدّاد