في عالم الموضة، حيث تأتي الصيحات الموسميّة وتذهب بسرعة، ارتقت مجموعة مختارة من القطع فوق هذا الضجيج لتبلغ مكانة الأيقونات. فليست هذه الملابس والإكسسوارات مجرّد قطع مصنوعة بإتقان – بل تحمل وزنًا ثقافيًّا وتعيد تعريف القصّات وتجسّد روح أجيال بأكملها. غير متأثّرة بعوامل الزمن، يُعاد النظر فيها وتقديرها وإعادة ابتكارها عامًا بعد عام.

الصورة من شانيل CHANEL

في الطليعة تقف سترة التويد من شانيل CHANEL كرمز ما بعد الحرب للتحرّر والرقي. فأعادت كوكو شانيل تعريف الخياطة الأنثويّة من خلال تصميم قطعة أنيقة وعمليّة، وناعمة وحادّة في الوقت نفسه. ولا تزال هذه السترة توقيعًا للدار وعنصرًا ثابتًا في تحريرات الموضة وخزائن الملابس حول العالم.

الصورة من ماكس مارا

أيقونيّ بقدرها، نذكر معطف ماكس مارا بلون الكاميل الذي أُطلق لأوّل مرّة عام 1981 وسرعان ما أصبح معيارًا للملابس الخارجيّة الخالدة. مصنوع من صوف عذريّ ومفصّل بإتقان، يُجسّد أناقة البساطة – فخامة هادئة تعبّر بالكثير.

الصورة من ديور

غيّرت سترة Bar من ديور من مجموعة New Look لعام 1947 موضة ما بعد الحرب بقصّتها عند الخصر وتصميم الوركين الهيكليّ، محتفية بالأنوثة في عالم جديد مفعم بالأمل. وأعادت تعريف القوام الأنثويّ وأصبحت حجر أساس في عالم الهوت كوتور.

الصورة من بربري

ثمّ يأتي معطف الترانش من بربري الذي صُمّم في الأصل لضباط الجيش البريطانيّ في خلال الحرب العالميّة الأولى، وأصبح الآن رمزًا عالميًّا للأسلوب التراثيّ. وتفاصيله مثل الحزام وغطاء العاصفة وقماش الجبردين المقاوم للماء عمليّة وأنيقة في آنٍ، ما يجعله من أكثر المعاطف شهرة في التاريخ.

الصورة من سان لوران

وللمسة من التمرّد والرقي، غيّرت بدلة توكسيدو Le Smoking من سان لوران كلّ الموازين في عام 1966. قدّمت دار إيف سان لوران ملابس السهرة للنساء مستمدّة الإلهام من ملابس الرجال، ولكنّها كانت تنضح بقوّة حسيّة. وارتدتها أيقونات مثل كاترين دينوف وبيانكا جاغر، ولا تزال تمثّل بيانًا جريئًا وأنيقًا.

الصورة من غوتشي

حتى عالم الأحذية له أساطيره. فحذاء اللوفر بحلية الحصان من غوتشي، والذي أُطلق لأوّل مرّة عام 1953، جمع بين الحرفيّة الإيطاليّة والسحر الفروسيّ، وأصبح الحذاء المفضّل لدى المسافرين الراقيين وعشاق الموضة على حدّ سواء.

الصورة من مانولو بلانيك

وفي المقابل، تضفي أحذية Hangisi العالية الكعب من مانولو بلانيك التي اشتهرت في مسلسل Sex and the City لمسة من البريق والأنوثة بفضل مشبكها المرصّع الشهير.

الصورة من دار Hermès

وفي عالم الحقائب، تتربّع حقيبة Birkin من دار Hermès على العرش كرمز للفخامة والندرة. ولدت من محادثة عابرة بين جاين بيركين وجان-لويس دوما، وتحوّلت هذه الحقيبة اليدويّة الصنع إلى رمز للمكانة الاجتماعيّة تحظى بمتابعة شبه عباديّة.

الصورة من شانيل CHANEL

ولا تقلّ أهميّة عنها حقيبة 2.55 من شانيل CHANEL، أوّل حقيبة فاخرة تتميّز بحزام للكتف، جمعت بين العمليّة والأناقة في آنٍ واحد.

ليست كلّ واحدة من هذه القطع محفورة في الذاكرة فحسب، بل يعاد إحياؤها. موسمًا بعد موسم، تعيد دور الأزياء تفسير أيقوناتها، وتقدّمها بشكلٍ جديد للرجل والمرأة العصريين. وهي تثبت أنّ الأسلوب الحقيقيّ لا يتعلّق بملاحقة الصيحات، بل بالاستثمار في قطع تروي قصّة، وتحمل إرثًا، وتصمد أمام اختبار الزمن.

مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد