موضة

ما الهوت كوتور؟

01 of 02
02 of 02

قال كريستيان لا كروا ذات مرّة: "على الهوت كوتور أن تكون مرحة وجنونيّة وغير قابلة لأن نرتديها". وعلى الرّغم من أنّه قد يكون على حقّ في ما يخصّ التّصاميم، إنّ عمليّة التّصميم بعيدةً أشدّ البعد عن المرح أو الجنون.
 
يعتبر الكثير منّا أنّ الهوت كوتور هي قمّة الموضة التي تأخذ شكل حلمٍ جميل نتوق إليه من دون التّمكّن من تحقيقه أو فهمه. فما بالتّحديد الذي يجعل قطعة ملابس هوت كوتور؟ 
 
بدأ هذا التّاريخ في القرن الثّامن عشر في باريس، حيث بدأت النّساء الباريسيّات اللّواتي ينتمين إلى الطّبقات الإجتماعيّة الرّاقية بالذّهاب إلى دور الكوتور لطلب تصاميم مصنوعة خصّيصًا لهنّ للحرص على ألّا يرتدي أحدًا ثياب مثيلةً لها في الحفلات. ومنذ ذلك الحين، تطوّر مجال الهوت كوتور.
 
ففي أيّامنا هذه، ثمّة معايير صارمة للتّصاميم ليتمّ وصفها على أنّها هوت كوتور من قبل غرفة التّجارة والصّناعة في باريس Chambre de Commerce et d’industrie de Paris والاتّحاد الفرنسيّ للكوتور Fédération Française de la Couture.
 

  1. على المصمّم أن يبدع تصاميمه يدويًّا وبالقياس المحدّد لزبوناتٍ خاصّة له والقيام بتجربة الملابس لمرّة أو أكثر. 
  2. على كلّ مصمّم أن يمتلك الأتولييه الخاصّ به في باريس بالإضافة إلى خمسة عشر موظّف بدوام كامل على الأقلّ.
  3. على دار الموضة هذه أن تقدّم مجموعتين للصّحافة الفرنسيّة سنويًّا – الأولى في كانون الثّاني/يناير والثّانية في تمّوز/يوليو – تتألّف كلٌّ منها من 35 مظهر على الأقلّ للنّهار والمساء.

 
وفي حين يبدو هذا المجال راقٍ من الخارج، إنّه يتطلّب الكثير من العمل والأموال. فيتطلّب كلّ فستان من 100 إلى 400 ساعة من العمل ويتراوح سعره بالإجمال بين 30 و100 ألف دولار – وذلك بحسب الموسم والمصمّم. وكلّ عام، ينخفض عدد دور الكوتور، إذ إنّ هذا المجال لا يدرّ للمصمّمين الكثير من الرّبح وفي غالب الأحيان، تخسر بعض دور الموضة الكثير من المال بسببه.
 
فهل إنّ الهوت كوتور حلمٌ مصيره الإختفاء؟ إنّ ذلك أمرٌ محتمل لكن، في الوقت الحاضر، لنستلذّ به!

 

 ليونورد ديكر