منذ الثّمانينيّات، أدّى المصمّم التّونسيّ الأصل عزّ الدّين عليّة دورًا مهمًّا للغاية في عالم الموضة من خلال فساتينه المثيرة والفريدة من نوعها. وعلى الرّغم من أنّ أحذيته ومنتجاته الجلديّة قد لاقت نجاحًا كبيرًا، تتمتّع فساتينه بتأثيرٍ قويّ على الموضة، لدرجةٍ تجعل كلّ امرأة تسمّي فستانها "عليّة" كلّما أرادت الإشارة إليه.
ما القاسم المشترك بينه وبين الشّاعر الفرنسي شارل بودلير؟ كلاهما يمجّدان جمال المرأة وانحناءاتها. ففي عهد عارضات الأزياء في التّسعينيّات، عبّر عليّة من خلال هؤلاء المخلوقات الجميلات عن احتفاله بالمرأة الجذّابة والواثقة من نفسها، مرتديات تصاميمه لتعزيز جمال أجسادهنّ.
وبكونه منشدّ للكمال، أخذ عليّة كامل وقته لإبداع الرّائحة المثاليّة لعطره الأوّل. وتمامًا كفساتينه، شكّل هذا العطر أداةً مُستخدمة لجعل المرأة تشعر بالجمال والقوّة. عاملًا بدقّة للحصول على العطر المثالي، أخذ بعين الإعتبار نصائح من أصدقائه وخبراء كُثر لإبداع الرّائحة التي لطالما انتظرناها منه. عصريّة وكلاسيكيّة وغامضة، تشكّل هذه الأخيرة صورةً عن تصاميمه.
بمساعدة خبيرة العطور ماري سالامانيْ، رائحةٌ فريدة من نوعها تُبصر النّور، من دون أن تكون شبيهة بأيّ عطرٍ آخر. مازجةً بين الزّهور والمسك والفلفل، أبدع هذا الثّنائي خليطًا بين جمال المرأة العصريّة وجوهرها.
مُلهمًا بتصاميم مجموعته من الأحزمة، يقدّم لنا هذا المصمّم أوّل قارورة عطرٍ له. فقد استخدم مارتن زيكيلي الزّجاج الأسود لتصميم القارورة التي تذكّرنا بمشدّ عليّة الأيقوني. وإنّ غطاءها ليس باعتياديّ ولم نكن لنتوقّع غير ذلك. فإنّ هذا الأخير عبارةٌ عن قطعة ذهبيّة راقية شبيهة بملفّ من الخيوط الذّهبيّة.
ويبدو الفستان في الحملة الإعلانيّة وكأنّ عارضة الأزياء ترتدي قارورته الخياليّة. إنّه يحضن كلّ انحناءة من جسدها، مبدعًا رواية جاذبيّة عالية المستوى بين الأسود والذّهبي. وليس من المفاجئ أن يختار عليّة الجميلة الشّقراء غينيفير فان سينوس لتمثّل عطره، إذ يشير شعرها الذّهبيّ إلى غطاء القارورة.
فستغيّر هذه الرّائحة التي لطالما انتظرتها الكثيرات منّا عالم العطور إلى الأبد، مازجةً بين العلامات الحارّة والعلامات الباردة. مفعمةً بالأنوثة من خلال نوعٍ من زهرة السّوسن ونبتة عود الصّليب والفلفل المسكيّ الزّهري، ليس عطر عليّة أقلّ من حلمٍ يتحوّل إلى حقيقة.
ألين أغوبيان


