كونه موقع التّجزئة الوحيد الذي يخوّل الطّلب المسبق للإطلالات مباشرة من المدرج، إستولى مودا أوبيراندي على دبي بقضل مبادرته العالميّة لدعم مصمّمي أزياء محلّيين وللتّسويق للمواهب الجديدة. وستكون كلّ من الرّئيسة التّنفيذيّة للموقع ديبورا نيكوديموس ونائبة رئيس قسم التّسويق والتّخطيط ماري شيام في مقّدمة هذه المبادرة التي تهدف إلى توسيع إستثمارات الموقع. تضمّنتْ مسيرة ديبورا المهنيّة خبرةَ واسعة في مجال التّسويق وإدارة العلامات، إذ عملتْ هذه الأخيرة مع أهمّ العلامات العالميّة مثل غوتشي وبرادا وكارتييه. أمّا ماري شيام فاكتسبتْ خبرة في مجال التّجارة الإلكترونيّة، إذ كانتْ هذه الأخيرة عضواً في فريق موقع Net-A-Porter قبل أن تصبح رئيسة قسم التّسويق في موقع The Outnet.
كان لموقع أزياء مود مقابلة مع هاتين السيّدتين النّاجحتين لمعرفة المزيد عن تطوّر الموقع وتوسّعه في الشّرق الأوسط.
لدى الموقع مخزون مؤلّف من أهمّ العلامات في عالم الموضة. ما العنصر الذي ترتكزون عليه في إختياركم أحدث العلامات وأجدد المصمّمين؟
د.ن: نتواصل مع المصمّمين الذين نختار التّعامل معهم من خلال شبكة خاصّة بفريقنا. فبالإضافة إلى فريق التّسويق – الذي أُديره الآن – هناك شارون من متاجر وعلامات مثل متجر ساكس وعلامة غوتشي وغيرها الكثير...
وبفضل خبرتهم الواسعة، يمكنك تخيّل تطوّر شبكتهم من المصّممين الصّاعدين الجدد. وهناك عددٌ كبيرٌ من المصمّمين يتواصلون معنا من خلال الرّسائل الإلكترونيّة والإتّصالات الهاتفيّة. وبما أّننا نحبّ إكتشاف مجموعاتٍ مختلفة، نطلب منهم نماذج فيطلعوننا على مجموعاتهم ويشاركون معنا مصادر وحيهم ونظرتهم. إنّها عمليّة فريدة من نوعها، من خلالها نتعرّف إليهم ونفهم وجهة نظرهم أكثر.
ونحرص أيضاً على أن تكون القطع ذات نوعيّة عالية بما أنّنا نتعامل مع زبونات راقيات يملْن أكثر إلى القطع الملفتة للنّظر والمتّسمة بالطّابع المنعش، سواء أكان جمالها كامناً في قصّتها أو في شيءٍ آخر. مثلاً، عندما أطلقنا التّوب المنخفضة الأكمام من جوهانا أورتيز منذ سنتين، كانتْ تلك بمثابة قطعة جميلة ولكنّها لم تكن تتّسم بشهرة في السّوق فأردنا العمل على ذلك. ومع الوقت، بدأ عدد كبير من المصمّمين بإبداع هذا التّصميم إلى أن أصبحت صيحة رائجة إنتشرتْ في كلّ الأسواق. لذلك، يكمن هدف فريقي في إختيار قطع وإطلالات جديدة دائماً والعمل على تطويرها.
هلّا تخبريننا المزيد عن زيارتكِ للإمارات العربيّة المتّحدة؟ ما الذي تريدين إنجازه في خلال بقائكِ فيها؟
د.ن: حسناً، نظراً للنّموّ الجوهريّ للموقع في الشّرق الأوسط، من الضّروريّ جدّاً مشاركة إهتماماتنا مع أفراد وشركاتٍ أخرى. منذ سنتين، قرّرنا أن نتوسّع على صعيدٍ عالميّ مع كون الشّرق الأوسط أوّليّة لنا. فقرّرنا التّوسّع في كلّ من أوروبا والشّرق الأوسط وآسيا. وبالرّغم من أنّنا كنّا نريد البدء بآسيا، عدّلنا جدول الأعمال فأصبحتْ منطقة الشّرق الأوسط هي الأولويّة.
ما الذي دفعكم إلى توسيع عملكم في الشّرق الأوسط؟
د.ن: تأتي نسبة 60% من عائداتنا من عروض الأزياء و40% من البيع حسب المواسم في البوتيكات. ولكن في الشّرق الأوسط، نسبة عروض الأزياء أعلى، إذ العائدات فيها بنسبة 70% و30%. وبما أنّ متاجر التّجزئة تعرض 25% من المجموعة فقط، تميل زبوناتنا إلى طلب ما هو غير متوفّر، بمعنىً آخر، إنّهن يردْن رؤية المجموعة بكاملها وليس بعض التّصاميم فقط. والأهمّ من ذلك، تحبّ زبوناتنا المصمّمين النّاشئين الجدد، لذلك هناك عدداً من الإضافات على موقعنا – على صعيد الأزياء – بشكلٍ يوميّ.
هل تكرّسون الوقت والجهد لتزويد المصمّمين بنصائح في ما يختصّ بمجموعاتهم؟
د.ن: أجل، طبعاً. نعطي آراءنا في مجموعاتهم ونزوّدهم بنصائح حول كيفيّة تحسين تصاميمهم لكي يلبّوا حاجات السّوق ويتقدّموا فيها. بمعنىَ آخر، تتسنّى لنا فرصة تطوير العلامات معهم وتزويدهم بتوصياتنا في هذا الخصوص. والمهمّ في هذه العمليّة هي أنّ للمصمّمين القدرة على أن يكونوا مبدعين جدّاً إذ نتّسم بالقدرة على المناورة في ما يختصّ بالأسعار. ليس لزبوناتنا مشكلة في دفع مبالغ كبيرة وهذا يعطينا حريّة أكبر لنكون مبدعين أكثر.
ماذا تتوقّعون من معرض فاشن فورورد؟
د.ن: أظنّ أنّ التّوقّعات تعمينا في بعض الأحيان، فتكمن مبادرتنا الأولى في أن نكون منفتحين كثيراً حيال الموضوع. فمن يعلم ما سيفاجئنا به المستقبل! وبصراحة، بالرّغم من أنّ عملنا يقتصر على مجموعات الملابس الجاهزة، إلّا أنّ عملنا في مجال المجوهرات في تطوّر ملحوظ. نبيع التّصاميم الملوّنة بشكلٍ عامّ وتعشقُ زبوناتنا ذلك! فأغلب تصاميمنا هي عبارة عن أقراط وتليها الخواتم في المرتبة الثّانية – إذ إنّها تشكّل الفئة الثّانية من حيث الأهميّة. ومتوسّط السّعر لدينا في ما يختصّ بالمجوهرات هو 10 آلاف دولار أمريكيّ كسعر نهائيّ. هذه الفئة هي بالتّالي فئة نستمرّ في تطويرها. أنا متشوّقة جدّاً في ما يختصّ بقسم المجوهرات ولحسن الحظّ، في هذه المنظقة بشكلٍ خاصّ، هناك عدد غير متجانس من الأعمال في هذا القسم. مع الأخذ بعين الإعتبار أنّ 70% من إجماليّ أعمالنا هي في مجال الملابس، تتغيّر نسبة بيع المجوهرات في الشّرق الأوسط. أعتقد شخصيًّا أنّ ذلك متعلّق بشكلٍ أساسيّ بمتوسّط السّعر وبكون زبونات الشّرق الأوسط يرتحنَ أكثر مع الأسعار الأعلى!
هل تواجهون صعوبات معيّنة في ما يختصّ بالنّوعيّة التي تقدّمونها؟ كيف تتعاملون مع الشّكاوى؟
د.ن: حسناً، لم نواجه مشاكل في ما يختصّ بالنّوعيّة. أعتقد أنّ المشكلة الوحيدة التي نواجهها هي في المقاسات. يهمّ المصمّمين معرفة ما إذا كانتْ المقاسات مثاليّة، فهم يريدون أن يعدّلوا فيها بأنفسهم في حال وجود أيّة مشكلة. من النّادر جدّاً إرجاع الزّبائن لقطعةٍ إشتروها وفي هذه الحالة نتّصل بالمصّمم على الفور.
أطلق مودا أوبيراندي مجموعته الأولى لفساتين الزّفاف. ما هي آراؤكم في ما يختصّ بالطّلب المتزايد على شراء فساتين الزّفاف عبر الإنترنت؟
د.ن: حسناً، قسم فساتين الزّفاف سيكون جزءً مهمّاً من عملنا. وبشكلٍ عامّ، نريد أن نخلق مساحة بين المنافسة وبيننا ونحرص على أن نتطوّر في هذا المجال. وبما أنّ مجال فساتين الزّفاف يتّسم بالطّابع الحميم، إنّه مثاليّ لعملنا. وفساتين الزّفاف متناغمة مع طابع الهوت كوتور وهذا مناسب تماماً لنا. قسم الأعراس والهوت كوتور متناسقان مع بعضهما على صعيد الخياطة والمقاسات والحجم المثاليّ.
م.ش: يقتصرُ عملنا بشكل أساسيّ على الفساتين وبخاصّة الفساتين المثاليّة للمناسبات. ونعلم أنّ العروس تبحث عن أكثر من مجرّد فستان واحد؛ هناك عدد كبير من المناسبات، من اللّيلة التي تسبق الزّفاف إلى حفل العشاء وحفل الزّفاف والغذاء بعد حفل الزّفاف وصولاً إلى شهر العسل. تستشيرنا هذه الأخيرة في ما يختصّ بالفساتين المختلفة التي تحتاجها ولدينا القدرة على أن نوفّر لها مجموعة جديدة تلبّي حاجاتها المحدّدة. لذلك ومن خلال شبكتنا، يمكننا أن نزوّدها بالأسعار والفساتين المثاليّة. ويلعب فريق تنسيق الملابس التّابع للموقع دوراً أساسيّاً في ما يختصّ بهذا الموضوع. فيتحوّل البحث عن فستان زفاف إلى تجربة جديدة فريقنا مستعدّ لها دائماً. إنّنا الآن في صدد توسيع قسم فساتين الزّفاف ليتضمّن فئاتٍ عدّة.
ما الذي يميّز زبائن الخليج العربيّ عن زبائن الأسواق الصّغيرة الأخرى؟
د.ن: بشكلٍ عامّ، زبونتنا راقية جدّاً وتتّسم بأنوثةٍ فائقة. وبما أنّ لديها منازل عديدة، تشتري هذه الأخيرة الفستان نفسه وتطلب شحنه إلى منزلين مختلفين. وبرأيي الشّخصيّ، إنّ زبوناتنا في دول الخليج العربيّ على علم كامل بالصّيحات ومدخولهنّ يكون أعلى بقليل من العادة. إنّهنّ يشترين الفساتين المزيّنة بتفاصيل ويحببْنَ الفساتين المثاليّة للمناسبات، إذ يحضرْنَ عدداً خيالياً من الأحداث. وبصراحة، تشكّل كلّ من الأزياء المثاليّة للمناسبات والمجوهرات نسبة كبيرة من المبيعات في هذه المنطقة. لقد لاحظنا أيضًا، عند إفتتاحنا صالة عرض في لندن عام 2014، التي تحضرها فقط النّساء المدعوّات – تحبّ الزّبونات الشّرق أوسطيّات إحداث تعديلات وتجربة الأزياء التي يشترينها. وتتطلّب هذه العمليّة علاقة وثيقة جدّاً ومشخّصة لا يمكن التّوصّل إليها إلاّ من خلال صالة عرض. وفي ضوء هذا الموضوع، سنقيم صالات عرض في الشّرق الأوسط. إنّنا لا زلنا في صدد البحث عن الموقع المثاليّ وسنفتح صالة العرض سرعان ما نجده. إنّنا نوظّف أيضاً منسّقي ملابس وبعضهم يتكلّمون اللّغة العربيّة للعمل في هذا الموقع!
بماذا تنصحين قارئاتنا اللّواتي يردْنَ التّواصل معكم لإنشاء علاقات تعاون مستقبليّة؟
م.ش: مثلما قلتُ سابقاً، نتلقّى العديد من الرّسائل الإلكترونيّة والإتّصالات الهاتفيّة، ولكن لإلفات النّظر، يجب على المصمّمين توسيع شبكتهم، من خلال فاشن فورورد. إنّنا نعمل أيضاً عن كثب مع صالات عرض منتشرة في العالم ونحرص على أن نزورها كلّها في جولتنا على الأسواق فمن الجيّد للمصمّمين النّاشئين الطّموحين أن يعرضوا مجموعاتهم في صالات العرض هذه التي تربطها علاقة وثيقة مع معرض فاشن فورورد، إنّها فرصة مثاليّة لهم لعرض مجموعاتهم. ونلجأ أيضاً إلى شبكتنا من محرّري الموضة وبما أنّنا على علاقةٍ وثيقة مع مجلّة فوغ في الولايات المتّحدة، تتسنّى لنا فرصة إكتشاف مواهب جديدة من خلالها.
ففي نهاية المطاف، إنّ الأمر يتعلّق بوجهة نظرنا الفريدة من نوعها!
سندي مناسا