ظهرتْ لمسة إلسا سكياباريلي السّرياليّة في مجموعة ملابس الهوت كوتور التي أبدعتها الدّار لخريف وشتاء 2016/2017. فجسّد برتران غويون اليوم ذكريات مصمّمةٍ ذكيّة، امرأةٌ جعل ذوقها الرّفيع منها منافسة مبدعة في نظر أنظارها الرّائدين أيضاً في عالم الموضة.
تضمّنتْ المجموعة أكتافاً ضخمة وتصاميم مختلطة، فظهرتْ عارضات الأزياء على المدرج في إطلالاتٍ إتّسمتْ بمزيجٍ بين أسلوب القرون الوسطى والنّظرة المستقبليّة. شقّتْ هؤلاء طريقهنّ أمام أنظار الجمهور بتسريحة شعر الكعكة الأنيقة ونظراتٍ ثاقبة، في ملابسَ راقية مزيّنة بتفاصيل عدّة، من وجوه جامدة إلى أقنعة ونجوم وحيوانات. ثمّ ظهرتْ تنانير مزوّدة بشقّ عالٍ وسراويل واسعة على مستوى السّاقين، بالإضافة إلى فساتين كشفتْ عن كتفٍ واحد ومعاطف فرو ضخمة. فكان العرض وكأنّنا نشاهد سيركاً ولكن على طريقة علامة سكياباريلي الخاصّة. ظهر أيضاً الزّهريّ الصّادم وإنفجار ألوانٍ تناثرتْ حول تصاميم غير واضحة المعالم. ونقلتنا كلّ من البدلات المطرّزة المكوّنة من قطعتين والإضافات الشّفّافة والأقمشة البرّاقة من النّهار إلى اللّيل وذلك من خلال تشكيلة من فساتين رقيقة، مصنوعة من السّاتان وتصاميم مخمليّة جميلة.
شهدَ الحضور على تقنيّات الأقمشة المكسّرة وألوان تتراوح بين تلك التّرابيّة والألوان الباعثة على الإسترخاء أكثر ولمسة من اللّون الزّهريّ الذي تتميّز به العلامة فانتقل فوراً إلى بعدٍ آخر، عالمٌ ربّما يتّسم بطابعٍ قويّ وتواضع. لعلّ إلسا سكياباريلي قد تعاونتْ مع فنّانين في زمانها، ولكن أظهر غويون الآن قدرته على تجسيد عبقريّته بشكلٍّ مثاليّ!
سندي مناسا