صورة من yelp.com
أرأيتِ أحذية لوبوتان العالية الكعب الرّائعة التي ترتدينها الآن؟ أو صنادل جيمي تشو الحسّية المخصّصة لأمسية رائعة تقضينها خارج المنزل؟ حسناً، قبل أن تكتسب هاتان العلامتان شهرة واسعة، شكّلتْ الأحذية العالية الكعب أساسيّات الأزياء الرّجاليّة في الماضي، أجل هذا صحيح! يا لسخرية القدر!
هيّا بنا نعود بالزّمن إلى الوراء لنتكلّم عن موضوع الموضة المشوّق هذا. فتفيد الأسطورة بأنّ الأحذية العالية الكعب شكّلتْ، وإبتداءً من عام 1600، رمزًا لأعلى مستويات الأرستقراطيّة عند الرّجال فبحكم عدم إحتياجهم للعمل، كان باستطاعة هؤلاء إرتداء هذه الأحذية "المُتعبة". فكان ذلك رمزاً للنّبالة!
وهناك نظريّة أخرى تفيد بأّنّ تاريخ هذه القطع المذهلة يعود إلى العصور القديمة، إذ كانتْ هذه الأحذية تُعرف بأحذية "راكبي الخيل" وكانتْ تستخدم لكي تكون وضعيّة الجلوس على الخيل آمنة ومثاليّة. ونستنتجُ بالتّالي أنّ لولا مساعي النّساء المتنامية إلى إضفاء لمسة من الرّجولة على أزيائهنّ، لما كنّا نعتمد هذه الأحذية الرائعة الآن!
ففي حين قامتْ النّساء بمبادرة تقليد أسلوب الرّجال، بدأنَ باكتشاف أفق جديدة، من الأكتاف المبطّنة إلى تسريحة الشّعر الرّجالية؛ تواجدتْ اللّسمة الرّجاليّة في كلّ التّصاميم! ومع مرور الوقت، بدأتْ النّساء باعتماد الأحذية العالية الكعب فجعلن منها عنصراً أساسياً في خزائنهنّ. فعلاً، إستعملتْ النّساء سحرهنّ بالطّريقة الصّحيحة في الأزمنة الفائتة، من خلال جعلهنّ الأحذية المزوّدة بكعبٍ رفيع جزءاً من حياتهنّ الخاصّة ولا يسعنا إلّا أن نشكرهنّ!
فلم تعد بالتّالي الأحذية العالية الكعب الملفتة للأنظار مخصّصة للرّجال، إذ أصبحتْ صيحة نسائيّة بامتياز. وفي حين إتّسم الموضوع بالتحيّز المطلق لجنسٍ معيّن، وهذا أقلّ ما يمكننا القول عن الموضوع، لا يسعنا إلّا أن نكون ممتنّات للرّجال لتخلّيهم عن هذه الصّيحة بهدف الإحتفاظ بهذه الأحذية الرّاقية لأنفسنا فقط!
سندي مناسا


