صورة من بولغري
لكلّ ثقافة تفسيرها الخاصّ لرمز الثّعبان، منذ الأزمنة البعيدة وحتّى الآن. فوضع هذا المخلوق الطّبيعيّ نساء الكون تحت تأثير جماله على مرّ العصور ويستحقّ تاريخه في عالم المجوهرات أن نلقي الأضواء عليه. في هذه النّسخة، سنخبركِ كلّ ما يجب أن تعرفيه عن رمزيّة هذا المخلوق الشّهير.
من مصر القديمة إلى ثقافات سكّان أمريكا الأصليّين، إعتُبر الثّعبان رمز القوّة وتجديد هذا الأخير لجلده يجعل منه رمزاً للتّجدّد والولادة الجديدة والتّحوّل. ولنكون أكثر تحديداً، اعتبر فراعنة مصر هذا الأخير رمزاً للملوك والآلهة واستخدمه الكلت القدامى كرمز للمعرفة السّرّيّة، في حين مثّل هذا الأخير الخصوبة في معظم الثّقافات القديمة والحماية في الدّيانتيْن الهندوسيّة والبوذيّة وفي كمبوديا القديمة والحظّ السّعيد في المعارك في إسكاندينافيا. ومع تناقل الثّقافات لرمز هذا المخلوق الذي يحمل معانٍ عدّة، أصبح هذا الأخير يمثّل كلّ من الحكمة والأبديّة.
إشتهرتْ قطع المجوهرات التي تتّخذ شكل الثّعبان منذ الحضارة اليونانيّة القديمة والحضارة الرّومانيّة، إذ كان للرّومان تفسيرات مختلفة لرمز هذا الحيوان، من الحبّ الأزليّ إلى الحكمة. في الواقع، إستوحى الأمير ألبيرت من التّفسير الرّومانيّ لهذا الرّمز، فقدّم للملكة فيكتوريا وبمناسبة خطبتهما خاتماً اتّخذ شكل ثعبان طويل، تُرصّع وسط رأسه حجرة شهر ميلادها، الزّمرّد. أحبّ الفيكتوريّون أيضاً الثّعابين، فكانتْ النّساء المتماشيات مع الموضة آنذاك يرتدينَ مجوهرات تجسّد الثّعابين بكلّ الطّرق التي يمكن تخيّلها، وبخاصّة على شكل خواتم وبروشات. وشهدتْ فترة "الحقبة الجميلة" على مزيدٍ من القطع التي اتّخذتْ شكل الثّعبان في عالم المجوهرات، إلى جانب كلّ من أمريكا وإنكلترا. في خلال حقبة "أرت نوفو"، كان لا يزال الثّعبان مصدر وحي في عمليّة إبداع المجوهرات وفي القرن العشرين، قدّمتْ دور المجوهرات مثل كارتييه وبوشرون وبولغري تفسيراً جديداً لرمز الثّعبان من خلال الإستعانة بالمبادئ الجماليّة الخاصّة بها.
وبالحديث عن الوقت الحاليّ، أضفتْ بولغري طابعاً أيقونيّاً جدّاً على رمز الثّعبان من خلال إبداعها لمجموعة Serpenti ولا تزال هذه الأخيرة تصمّم مجوهرات عصريّة تحاكي أسلوب كلّ إمرأة متماشية مع الموضة، في حين استخدمتْ كارتييه هذا الرّمز لإبداع خاتم راقٍ من مجموعة “Cartier Fauna and Flora”.
والآن، وبعد أن عرفتِ كلّ شيء عن هذا الرّمز الأيقونيّ الخالد، قد تريدين إدراجه في مجموعة مجوهراتكِ!
ميرلّا حدّاد