يعتبر الإبداع عامل مهمّ جدّاً بالنّسبة لدار مجوهرات تخطّتْ القواعد وأبدعتْ مفهوماً جديداً للتّصاميم المعاصرة على طريقتها الخاصّة. وهذا ما أبرعت فيه دار المجوهرات الإيطاليّة ريبوسي ولا تزال وستظلّ دائماً.
فاستمرّتْ ريبوسي، التي تمّ تأسيسها في مدينة تورينو الإيطاليّة عام 1920، في المحافظة على إرثها الإبداعيّ في عالم المجوهرات على مرّ الأجيال. من الأب إلى إبنه ثمّ من الأب إلى إبنته، إزداد الشّغف بإبداع التّصاميم العصريّة قوّةً. بدأ الأمر برمّته بعد الحرب، بعد أن أنهى كونستانتينو ريبوسي دراسته في مجال التّصميم الصّناعيّ. فافتتح هذا الأخير أوّل متجر ربيوسي في تورينو عندما كانتْ إيطاليا تتقدّم سريعاً من حقبة حداثة جديدة. ومنذ ذلك الحين، إشتهر هذا الأخير بمجموعاته المتّسمة بفنّ الأرت ديكو والموضة الرّائدة، إذ مزجتْ هذه الأخيرة بين الطّابعين الفنّيّ والتّقنيّ. ثمّ بدأ إبنه ألبيرتو بتصميم قطع فحوّل الدّار إلى علامة عالميّة وافتتح المتجر الرّئيسيّ الأوّل له في مونتي كارلو عام 1979 يليه المتجر المتمركز في باريس عام 1986 الذي ولدتْ فيه إبنته غايا.
وبالرّغم من أنّها اختارتْ إتّجاهاً فنّيّاً بعيداً عن عالم المجوهرات، تمّ تعيين غايا ريبوسي مديرة إبداعيّة للعلامة في عمر 21. ففتحتْ هذه الأخيرة فصلاً جديداً في تاريخ ريبوسي وغيّرتْ إدارتها الإبداعيّة بشكل جذريّ. وتحدّتْ هذه الأخيرة القواعد التّقليديّة في عالم صناعة المجوهرات فأبدعتْ تصاميم رائدة تسلّط الأضواء على وجهة نظر هندسيّة جديدة.
وعلّقتْ هذه الأخيرة قائلة: "شاركتُ والدي شغف إبداعيّ جدّاً. كنّا نرسم سويّاً وكنتُ أراقبه وهو يبدع مجموعاته، فأحببتُ الفنّ منذ نعومة أناملي. وأردتُ المحافظة على هويّتنا الفريدة من نوعها في هذا المجال ولكن بطريقة عصريّة خالدة فأبدعنا لغة جديدة في عالم المجوهرات من خلال الأقراط التي تغلّف الأذن والخواتم التي يتمّ تكديسها على إصبع واحدة، إلخ."
وبغضّ النّظر عن تعريف ريبوسي للطّابع العصريّ من خلال تصميم قطع مذهلة تتماشى مع أسلوب كلّ إمرأة معاصرة، ذلك لا يعني إفتقار القطع إلى الأناقة. وعلّقتْ هذه الأخيرة على الموضوع قائلة: "أعتقد أنّ الأمر متعلّق باحترام التّوازن ومقاييس المرأة، إلى جانب إضافة لمسة من الإختلاف إلى القطع."
وتعتبر Antifer من أكثر المجموعات شهرة لدى ريبوسي، إنّها مجموعة تعكس قيم وجماليّة العلامة من خلال قطع مجوهرات. وفي تعليقها على هذه المجموعة التي تحمل توقيعها، قالتْ غايا: "سمّيتُ هذه المجموعة بعد زيارتي لمنطقة Cap d’Antifer قرب منطقة Etretat. إنّها مذهلة ومتّسمة بمشاهد طبيعيّة خياليّة أخّاذة. وكان العمل جارياً على إبداع المجموعة ولكنّني إستوحيتُ من شكل يميل إلى الأسلوب الصّينيّ أكثر للتّصميم المكوّن من صفّ واحد مجسّدة أيضاً رسمة متجر Dover Street Market لشعاره."
زوري معرض الصّور أدناه للقيام برحلة بصريّة قصيرة إلى عالم مجموعة Antifer من ريبوسي.