لطالما إعتُبر مصمّم الأزياء الذي وُلد في المملكة المتّحدة من أبرز مصمّمي الأزياء في عالم الموضة البريطانيّ ووصلَ هذا الأخير إلى مستوياتٍ عالية من النّجاح بفضل أسلوبه الأنيق الشّهير وشخصيّته المتّسمة بالإيجابيّة الخالدة. وبدعمٍ من الملكة إليزابيث في العام 2000، إكتسب مصمّم الأزياء هذا لقب "السيّد بول سميث" وحصدَ منذ ذلك الحين عدداً من جوائز الموضة، كما أنّه أسّس علاقات تعاون عديدة مع الإلتزام بروح الواقعيّة. وسنحتْ لموقع أزياء مود فرصة لقاء مصمّم الأزياء البريطانيّ الأيقونيّ في خلال أسبوع الموضة في لندن وذلك للتّكلّم عن رحلة هذا الأخير الرّائعة في عالم الموضة.
لقد سمعنا أنّك سلكت طريق تصميم الأزياء عن طريق الصّدفة. ما الذي أيقظ حبّ هذه المهنة النّاجحة في داخلك؟
هذا صحيح، هذا ما حصلَ حرفيّاً! في الواقع، أعشقُ ركوب الدّرّاجات الهوائيّة وكان حلمي الأساسيّ أن أصبح راكب درّاجات ناريّة محترف. ولكن بعد تعرّضي لحادث سير عند ركوبي درّاجة هوائيّة ذات مرّة، تعرّفتُ إلى شابّين دعاني إلى التّسكّع في حانةٍ ما. ولحسن الحظّ، إختار أحدهما حانةً إنكليزيّة في المدينة التي كنتُ أقيمُ فيها، حيث كان يجتمع كلّ طلّاب الإختصاصات الفنّيّة. وهناك إلتقيتُ بمصمّمي أزياء ومصوّرين وفنّانين وكانت تجربةً مذهلة جدّاً وجعلتني أتساءل عمّا إذا كان من الممكن الإعتماد على مهنةٍ إبتكاريّة ومرحة جدّاً كمصدر رزق. ثمّ إكتشفتُ أنّ ذلك ممكن جدّاً!
لقد تحوّلتَ من شاب ينتمي إلى الطّبقة العاملة إلى شخصيّة مهمّة جدّاً كونك أصبحتَ مصمّم أزياءٍ بارعٍ وناجحٍ. كيف كانتْ مسيرتك؟
إتّسمتْ مسيرتي بالبطء، وأهمّ ما فيها هو أنّها لم تكن سريعة جدّاً؛ كانتْ مسيرة هادئة جدّاً. في أيّامنا هذه، الكلّ يتقدّم بسرعةٍ خياليّة وهنا تكمن المشكلة. من المحزن كيف أصبحنا مثقّفين جدّاً ونتّسم بقدرة على التّعلّم بسرعة.
ما الذي جعلك تبادر بتصميم الأزياء النّسائيّة والرّجاليّة على حدّ سواء؟
في بداية مسيرتي، كنتُ أقومُ بتصميم الأزياء الرّجاليّة فحسب ومنذ 20 سنة، لاحظتُ شراء عدد كبير من الفتيات تصاميمي الرّجاليّة. وكانتْ النّساء في تلك الفترة يرتدين التّصاميم الرّجاليّة فكانتْ الفتاة ترتدي سترة حبيبها أو سروال الجينز خاصّته وبدأ الجميع يسألني "لماذا لا تصمّم أزياءً نسائيّة؟" وهكذا بدأتُ بتصميم الأزياء النّسائيّة. وفي السّنوات الأخيرة ولحسن حظّي، إكتسبتْ هذه التّصاميم شهرةً واسعة.
هل أبدعتَ مجموعة كاملة منذ البداية؟
في البداية، تضمّنتْ مجموعاتي تصاميم تحاكي أسلوب الصّبيان فحسب، مثل السّترات والسّراويل والقمصان. وإكتسبتْ هذه التّصاميم شهرةً كبيرة في أوّل سنتين ثمّ بدأ الكلّ بطلب الفساتين والتّنانير. في ذلك الوقت، لم أكن مهتمّاً بإبداع هذه التّصاميم ولكن قمتُ بذلك في نهاية المطاف. ففي البداية، كان ذلك جيّداً ولكنّني بدأتُ أعتاد على الأمر في السّنوات الأخيرة. لقد أخذتْ العمليّة وقتاً طويلاً. أنتنّ الفتيات صعبات المراس!
هل يمكنك إخبارنا المزيد عن زوجتكِ ودورها في مسيرتك المهنيّة؟
زوجتي هي سبب إفتتاح أوّل متجر لي. لقد درستْ هذه الأخيرة تصميم الأزياء في الأكاديميّة الملكيّة للفنون في لندن وكنتُ قد غادرتُ المدرسة في الخامسة عشر من عمري لذلك لم أكن أتّحلى بالكفاءة اللّازمة للإنضمام إلى عالم التّصميم، فتكفّلتْ هذه الأخيرة بمهمّة تعليمي. كان ذلك في فترة كان يتمّ فيها تعليم تصميم أزياء الهوت كوتور، فعلّمتني هذه الأخيرة كلّ ما يتعلّق بمجال التّصميم، من كيفيّة إبداع التّصاميم وكيفيّة وصل الأكمام وكيفيّة أخذ المقاسات الصّحيحة. وفي المساء، كنتُ أذهب إلى مدرسة الخياطة. أشتهرُ بموهبتي في خياطة البدلات وتشتهرُ علامتي بإبداع البدلات النّسائيّة والرّجاليّة وبخاصّة المعاطف.
كيف تصف علامتك؟
مثلما قلتُ مسبقاً، علامتي كلاسيكيّة مع لمسة من الأسلوب العصريّ.
لقد سمعنا أنّك تقدّم الكثير من الدّعم لمصمّمي الأزياء الشّبّان. هل يمكنكَ إخبارنا المزيد عن هذه المبادرة وكيف بدأت؟
لدى تقدّمنا في الحياة، يجب أن نحاول إعطاء شيء بالمقابل من خلال التّجربة أو الأموال أو بأيّة طريقةٍ أخرى. في حالتي أنا، أدعم من خلال المنح المدرسيّة بالتّعاون مع مدارس الفنّ والموضة، حيث أدفع أقساط الطّلّاب. وتبعاً لشهرتي في اليابان، أدفعُ كلّ سنة إلى برنامج التّبادل فيأتي خمسة طلّاب إلى إنكلترا ويذهب خمسة آخرون إلى اليابان. وأعمل أيضاً مع الأكاديميّة الملكيّة، بالإضافة إلى كلّ الطّلاّب الّذين يتمرّنون عندي.
ما هي أوضاع أعمالك في الشّرق الأوسط، هل تكثّف زياراتك إلى هناك؟
لقد زرتُ أهمّ المناطق في الشّرق الأوسط؛ دبي هي واحدة من هذه المناطق طبعاً. لسوء الحظّ، لم أزر بيروت أبداً ولكنّني أرغبُ بذلك، إذ إنّها مدينة متماشية جدّاً مع الصّيحات ورئيس موظّفي المبيعات لدي لبنانيّ من بيروت.
متى شعرتَ أنّكَ حقّقتَ نجاحاً؟
لم أشعر بذلك أبداً، إذ إنّ عالم الموضة موجود اليوم ويوم غد. وأعتقد أنّ كلّ من يتحلّى بكبرياء كبير ويتفاخر بنفسه كثيراً سيواجه خطر الفشل، إذ إنّ عالم الموضة في تقدّمٍ وتغيّرٍ مستمرّ. لذلك، أنا سعيدٌ باستمتاعي بالحياة فحسب.
لطالما عشقتَ ركوب الدّرّاجات الهوائيّة وتجسّد ذلك في إبداعك مجموعة من الدرّاجات الهوائيّة، هل يمكنكَ إخبارنا المزيد عن هذا الشّغف؟
يمارس عددٌ كبيرٌ من أصدقائي في لندن هذه الرّياضة الآن، غير أنّني لا أملك وقتاً كافياً لأمارسها بقدر ما أشاء بسبب جدول أعمالي المتعب. أحبّ أن أكون في مكان عملي عند السّاعة السّادسة صباحاً كلّ يوم فأمارسُ السّباحة عند السّاعة الخامسة صباحاً وهذا ما أفعله طوال سنواتٍ عدّة. يمكنكِ القول أنّني إستبدلتُ رياضة ركوب الدّرّاجات الهوائيّة بالسّباحة، ولكن تتسنّى لي فرصة ممارسة رياضتي المفضّلة في عطلاتي الصّيفيّة.
ما هو المكان المفضّل الذي تحبّ قضاء عطلتك الصّيفيّة فيه؟
أملكُ منزلاً في توسكاني، إيطاليا حيث أمضي معظم فترات الأعياد وأستمتعُ بممارسة ركوب الدّرّاجة الهوائيّة.
سندي مناسا