لطالما ارتبطت الأزياء الفاخرة بالأقمشة الفخمة والحِرفية المذهلة ولمسة من الحصرية. غير أنّ الأمر في عالم اليوم لم يعد يقتصر على المظهر الجميل فحسب، بل أصبح يتطلب أن يكون له أثر إيجابي أيضًا. ومع تزايد الوعي العالمي بالتغير المناخي والقضايا الأخلاقية، بدأت العلامات الفاخرة تدرك أن الأناقة الحقيقية لا تكتمل إلا بالمسؤولية.
الخبر الجيد؟ دائمًا ما كانت الأزياء الفاخرة تفضّل الجودة على الكمية. على عكس الموضة السريعة، تُصمم قطع المصممين لتدوم لسنوات. وهذا يُعتبر نقطة إيجابية كبيرة في صالح الاستدامة. أمّا الجانب الآخر فيتجسّد في تصنيع هذه القطع الفاخرة – باستخدام جلود نادرة وأصباغ فريدة وموارد ضخمة – ما قد يخلّف أثرًا بيئيًا كبيرًا. ولا ننسى النفايات الناتجة عن المواسم المتكررة وسلاسل التوريد الطويلة والمعقدة. حتى أكثر العلامات فخامة ليست خالية من العبء البيئي.
لحسن الحظ، بدأت الأسماء الكبرى تتّجه نحو تغيير سلوكها بما يخدم الموضة المستدامة. فأصبحت غوتشي محايدة كربونيًا. وتروّج ستيلا مكارتني منذ سنوات لأزياء صديقة للبيئة لا تظهر قسوة على الحيوانات. وحتى دار Hermès قد بدأت في تجاربها على جلود مصنوعة من الفطر.
يشكّل هذا التحوّل جزءًا من موجة جديدة تُعرف بـ"الفخامة البيئية"، حيث تلتقي الأناقة بالأخلاق. فيريد جيل الشباب تحديدًا من العلامات التجارية أن تطبّق ما تقوله، لا أن تكتفي بالكلام. بالنسبة لهم، أصبحت الموضة المستدامة هي المفضّلة.
وليس الأمر كله قماش الكتان والخياطة اليدوية – فالتكنولوجيا تلعب دورًا كبيرًا أيضًا. فنذكر على سبيل المثال تقنية البلوك تشين لتتبع مصدر المواد، والذكاء الاصطناعي لتجنب الإنتاج الزائد، وابتكارات مثل البوليستر المعاد تدويره والجلد المصنع في المختبر. أصبحت الاستدامة جزءًا من عالم الأناقة العصري. وحتى الشفافية أصبحت رائجة جدًا. فتكسب العلامات التي تعرض أهدافها البيئية وتُظهر كيف تتعامل مع موظفيها وتقلل من الانبعاثات ثقة الزبائن.
بالطّبع، لا يزال هناك الكثير لتحقيقه. في الواقع، يثير استخدام المواد الحيوانية النادرة تساؤلات أخلاقية، وإنّ اتّباع طرق مستدامة بالكامل ليس سهلًا أو رخيصًا. يعني التغيير الحقيقي الاهتمام ليس فقط بالمواد، بل أيضًا بالناس والثقافة والعدالة.
الخلاصة؟ مستقبل الأناقة هو ذلك الذي يجمع بين الجمال والمسؤولية. ومع دخول مزيد من العلامات الكبرى هذا المسار، لا تغيّر عالم الموضة فحسب – بل تغيّر العالم بأسره.
مقالة من كتابة ميرلّا حدّاد
- الكلمات المفتاحية
- Luxury Fashion